الإنسان في البديهيات الحياتية الى القسم؟! بالطبع كلا .. لأنها قضايا معروفة لا داعي للحلف فيها ، لذلك ينبغي ان تكون الطاعة أساسا ثابتا في حياة المسلم ، وجزءا من كيانه ، فلا داعي لأن يجعلها في خانة الشواذ ، التي يحتاج صاحبها للحلف حتى يبرهن على صدقه فيها ، بل يجب تحويلها الى صبغة ثابتة في حياته.
إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ
فاذا خادعتم القيادة الرسالية بقسمكم ، فلن تخدعوا ربكم وهو الخبير بما تعملون ، وإذا كان عملكم رديئا فلن يغيّر القسم من طبيعته شيئا ، مهما كان مؤكّدا ومغلّظا.
دور القيادة ومسئولية الامة :
[٥٤] قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ
ان طاعة الرسول ـ وهكذا القيادة الشرعية من بعده ـ هي الطريق الى طاعة الله سبحانه ، ولا تعني طاعة الله شيئا من دون الطاعة للرسول ، ويخطئون أولئك الذين يقولون حسبنا كتاب الله ، رافضين طاعة القيادة الرسالية التي فرضها الله عليهم كي تحدد لهم المناهج الدقيقة والتفصيلية لمختلف التغييرات الحياتية.
هذا الموقف وان حاول أصحابه إعطاءه صبغة شرعية ، الا انه ـ في الواقع ـ نوع من التمرد على الله ، لذا تتكرر في الآيات القرآنية كلمة (الطاعة) ..
ولم يقل تعالى : قل أطيعوا الله والرسول ، بالرغم من ان طاعة الرسول امتدادا لطاعة الله ، بل كرر كلمة «أطيعوا» ليؤكد على الطاعة الثانية تأكيدا مباشرا ، وذلك لصعوبتها على كثير من الناس.