ان طاعة الله قد تكون في الأمور الثابتة ، اما طاعة الرسول ـ التي هي أيضا طاعة الله ـ فهي اتباع منهج الله العملي في القضايا السياسية ، والشرعية ، وفي متغيرات الحياة العامة ، كما في الحوادث الواقعة (الجديدة).
ومن لم يفهم هذه الحقيقة فانه معرض للتمرد على الرسول ، ولمن يخلفه من بعده.
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ
وهو تبليغ الرسالة.
وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ
وهو الاستجابة له فيما يأمر به.
والله يجازي كل إنسان على حدة ، دون ان يجعل مسئولية الناس على عاتق الرسول (ص) ، كما انه لا يكلف الرسول بان يفرض الطاعة عليهم.
وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا
لأنكم تصلون بذلك الى فهم حقيقة الحياة.
ونستوحي من هذه الآية تأويل قوله سبحانه في آية مضت آنفا : «وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» حيث نعرف ان طاعة الرسل وأوصياءهم وسيلة للهداية ، وان مخالفتهم طريق الضلال.
وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ
وبالرغم من أننا نعتقد بهذه الفكرة بصفتنا مسلمين ، الا أننا حين نضعها موضع