التطبيق يثقل علينا الأمر ، لان الإنسان بطبيعته يحاول التهرب من المسؤولية ، وإلقاء الاخطاء على كاهل الآخرين ، أو يلقي بمسؤولية عدم قيامه بواجباته على عاتق القيادة ، أيّا كانت ، فالابن يلقي التبعة على الأب ، والتلميذ على الأستاذ ، والمدارس على ادارة المدرسة ، وادارة المدرسة على الوزارة المختصة بها ، وهكذا ..
فلكي يتنصل كل واحد منا من ثقل المسؤولية التي أشفقت منها السماوات والأرض والجبال تجده يوزع الاتهامات يمينا وشمالا ، ولا يبخل بها حتى على قيادته ، بل انها تنال الحظ الأوفر منها ، وهذه فكرة ضلال في نفس الوقت.
هدف الدولة الاسلامية :
[٥٥] وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
وهنا ثلاثة اسئلة لا بد من الاجابة عليها :
الاول : ما هو الربط بين هذا الوعد بعد الأمر بالطاعة؟
الثاني : لماذا أكّد القرآن على كلمة «منكم»؟
الثالث : ما معنى الاستخلاف في الأرض؟
الجواب أولا : لان الطاعة للقيادة أمر صعب جدا ، ولا يمكن ان يلتزم الإنسان بها مخلصا تمام الإخلاص ، الا ان يكون وراءه هدف محدد.
وحينما تسعى جماعة مؤمنة لتحقيق الاستخلاف في الأرض ، فان الإفراد يتنازلون مرحليا عن انانيّتهم ، ويذوّبون أنفسهم في بوتقة القيادة ، وهذا يجعل كل واحد منهم يلبس شخصية جديدة ، هي شخصية المجموع ، ويتمثل بالتالي شخصية