من هم المؤمنون
هدى من الآيات :
لأن سورة (المؤمنون) تذكرنا بواقع الايمان ، فان هذا الدرس فيها ـ كما يبدو ـ قد خصص لبيان المقياس الحق للمؤمن. بعد ان ذكّرت الدروس الماضية بعاقبة الإنكار والجحود.
فهذه مريم وابنها آيتان ، حيث آواهما الرب الى مرتفع من الأرض فيه القرار والماء ، وهذا دليل على ان لله ـ سبحانه ـ انما أرسل الأنبياء لراحة البشر ، لذلك أمرهم بان يأكلوا من الطيبات ويعملوا صالحا.
ومنهج الرسل واحد ، وانما اختلف أهل الكتاب ، وتفرقوا أحزابا لفرحهم بما أوتوا من أموال وبنين ، وزعموا أن الله يسارع لهم في الخيرات ، وهم لا يشعرون ، فلعله استدراج لهم حتى يأخذهم عند ما يحين أجلهم.
أما قدرة الايمان فنجدها في الذين يشفقون ، وجلين من خشية الله ، ويستجيبون لآياته ، ولا يشركون بربهم ، وحتى عطاؤهم في الله لا يطمئنون اليه ، بل لا يزالون