أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ
هدى من الآيات :
لا يزال السياق ينسف عن طريق الإيمان بالوحي العقبات التي يضعها الشيطان ، وذلك بالإنذار الشديد بعاقبة المكذّبين ، وضرب الأمثال من واقع الغابرين ، ويهدينا الذكر هنا إلى أنّ واقع الإنسان الذي لا يتمسّك بالوحي في الدنيا يشبه واقعه الذي يتجسّد له في الآخرة ، فهو يمشي ووجهه إلى الأرض لا يبصر الطريق ، فإن وقف وقف موقف شرّ ، وإن سار كان طريقه ضلالا.
ويؤكّد القرآن أنّ من لا يؤمن بالوحي ولا يتمسّك بالرسالة ، ليس فقط لا يحقّق تطلّعاته ، بل ويفقد بالإضافة إلى ذلك نعم الله عليه من عقل وعلم.
إنّ الله منح البشر قدرا من العقل والعلم ، لو استثمره عن طريق تمسّكه بالوحي الذي يثير في قلبه دفائن العقل ، لازداد عقلا وعلما ، ولكن إذا رفض الرسالة فإنّه يفقد العقل ، حيث يسلبه الله ما أوتي ، فيمشي مكبّا على وجهه يتخبّط خبط عشواء ، كالأنعام بل أضلّ سبيلا.