وجلين لإيمانهم بأنهم الى ربهم راجعون. فهم لذلك يسارعون في الخيرات ، ويتسابقون إليها.
ولا يعني ذلك ان الله ينهكهم بالمسؤوليات ، بل ربنا الرحيم لا يكلف نفسا الا ما تقدر عليه ، وتطيقه ، وان الله يكتب لهم أعمالهم كلها وهم لا يظلمون.
هذا هدى المؤمنين. دعنا نقتدي به.
ونجد في آيات هذا الدرس : مقاييس لا تخطئ للايمان.
بينات من الآيات :
[٥٠] ان الهدف من التجمع المؤمن ليس اشقاء الناس ، بل تزكيتهم ، وجعلهم صالحين لينتفعوا أكثر ، بنعم الله ، وبالتالي ليرحمهم الله ، وذلك بأن يجسد افراده حياة عيسى وامه مريم (ع) ، اللذين جعل الله ربوة تحتضنهم ، وتسقيهم من معين سائغ شرابه ، وكذلك يريد الله للرسل ومن يشكل امتدادا لخطهم من المؤمنين ، ان يأكلوا الطيبات ، ويعملوا الصالحات ، ويشكروا الله.
وحرام على إنسان يأكل نعم الله ان يعصيه بعمل الخبائث ، كما لا يستطيع آكل الحرام ان يعمل الصالحات بصورة كاملة ، أو لم يقل ربنا سبحانه :
«وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً»؟!
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً
فمريم ولدت عيسى من غير زوج ، كما ان عيسى كلّم الناس وهو في المهد صبيّا.
وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ