بعد ان كانا يفتقران الى المسكن ، وفر الله لهما الربوة ، وهي المرتفع من الأرض ، ولها ميزات : انها بعيدة عن الهوام والأسقام ، وهكذا عند ما يأمر ربنا بالتيمم يقول :
«فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً».
ومن معاني الصعيد المرتفع من الأرض ، وفي علم طبقات الأرض ان المرتفعات التي فيها الماء هي أفضل المواقع. أمنيا وزراعيا وصحيا.
ويتساءل المفسرون : اين كانت هذه الربوة؟ هل كانت مدينة الناصرة في فلسطين. حيث التجأت إليها مريم ـ عليها السّلام ـ خشية أعداء ابنها عيسى ـ عليه السّلام ـ من اليهود؟
أم كانت منطقة خاصة في مصر. حيث عاشت مريم وابنها هناك ردحا من الزمن؟
أم انها كانت في (دمشق) أم مدينة (رملة) حيث عاشا فيهما أيضا فترة من الوقت؟
أم انها لم تكن سوى ذلك الموقع الذي وضعت مريم ابنها فيه ، في أطراف بيت المقدس ذاته. (١)
و في رواية مأثورة عن الإمامين الباقر والصادق ـ عليهما السّلام ـ :
«ان الربوة : حيرة الكوفة ، وسوادها ، والقرار مسجد الكوفة ، والمعين الفرات» (٢)
__________________
(١) راجع تفسير (نمونه) ص ٢٥٢ ج ١٤.
(٢) نور الثقلين ج ٣ ص ٥٤٤.