ويبدو أن حياة هؤلاء كانت متشابهة ، ولكنها تطورت عند فرعون وملأه ولذلك أفرد بالذكر ، فهذا موسى وأخوه هارون ، يرسلهما الرب إليهم ، فيستكبرون ويعلون في الأرض طغيانا ويقولون : عجبا! كيف يأمراننا بالايمان ، والطاعة لهما ، وقومهما يعبدوننا؟! وهذا التكبر أرداهم ، حيث أنهم كذبوهما ، فجرت عليهم سنة الله في هلاك المكذبين.
ولكن الله لم يرد هلاكهم انما أراد هدايتهم. إذ بعث فيهم رسولا ، وآتاه كتابا.
بينات من الآيات :
[٤٠] بعد ان دعا أحدهما (هودا أو صالحا) قومه ، واستكبروا عليه ، سأل الله ان ينصره عليهم ، فجاء الخطاب الالهي :
قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ
فنهايتهم قريبة ، وسيعرفون انها نتيجة لعملهم ، وسيندمون ، وقال الله «عما قليل» لأنهم استبعدوا الجزاء بقولهم «هيهات هيهات».
[٤١] فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِ
كثيرا ما تتكرر كلمة «بالحق» في القرآن ، قال تعالى :
«انا أرسلنا رسلنا بالحق».
«إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً».
وهكذا. وتوحي كلمة «بالحق» بعدة أفكار :