١ ـ ان الحياة قائمة على أساس سنن ، وقوانين لا تحيد عنها ، وان علينا ان نكيف أنفسنا معها ، والا فان ارادة الله اقتضت ان نتكيف معها ، كالكافر الذي لا يسجد الله ، ولكن ظلاله رغما عنه يسجد له.
٢ ـ ان هذه القوانين والانظمة ليست عبثا ، وبلا حكمة ، وأنها لن تتساهل ، فاذا خالفها الإنسان هلك.
٣ ـ ان قدرة الله وتدبيره غير محدودين ، ولكنه ـ تعالى ـ لا يعمل شيئا دون تلك القوانين والسنن التي وضعها الا في حالات خاصة لأنه فوق كل ذلك ، فمن الناحية النظرية قدرة الله فوق كل قدرة ، ولكنه عمليا أبى أن يجري العدالة في الكون الا برحمته وحكمته ، فاذا أراد العذاب لإنسان ما أنزله بقدر ذنبه ، وبالطريقة المتناسبة معه.
فالذي كان يعبد الماء يغرقه بالنيل ، والذي كان يفتخر بالقوة تقتلعه الرياح ، والمتكبر تأتيه الصيحة من فوقه ، والصيحة التي يتحدث عنها هذا الدرس كانت حقّا ، وجاءت لتطبق الحق.
فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً
الغثاء هو ما يجتمع حين السيول ، أو وراء حواجز الأنهار. من أوساخ لا ينتفع بها الإنسان ، وهكذا تكون نهاية المتكبرين ، ولن يقرر هلاكهم عطف أحد ، لأنهم ظالمون ، بل تلاحقهم اللعنة ليل نهار.
فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
[٤٢] والله حين يهلك هؤلاء فانه لا يعبأ بهم ، لأنهم لم يكونوا يزيدون في ملكه شيئا ، ولم يحدثوا فراغا بهلاكهم ، لأن «أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ»