اذن فما العائق امام ذكر الله؟ وما هي العقبة التي تقف أمام التقوى ، وتجعلنا غافلين مرة ، ومسحورين أخرى ، قد فقدنا الإرادة نتيجة لضغوط مختلفة داخلية وخارجية ، بل قد نهوى الى حضيض التكذيب والشرك.
هذا التسلسل الباطل يتدرج عبره الإنسان خلال مراحل هي :
١ ـ الغفلة : فعند ما يغفل الإنسان فإنه يضع لبنة الأساس للحاجز الذي يحول بينه وبين كنه الحقيقة المنشودة ، فينسيه أبرز حقيقة في هذا الكون الواسع ، التي يقول عنها تبارك وتعالى :
«قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ؟!». (١)
مما يمهد للهوى والشهوة ان يسدلا ستارهما امام نور العقل ، وضياء الفطرة.
٢ ـ والذي يجعلنا لا نتقي عذاب الله وسخطه بالتقوى ، هي حجب الغفلة والشهوة التي تجعل الإنسان يتخبط في ظلام الجهل والعناد مخالفا أوامر عقله ، ووخزات ضميره ، وصرخات وجدانه.
٣ ـ السحر : وهي مرحلة فقدان الإرادة الانسانية ، والوعي البشري ، حيث أن الضالين يحاولون تضليل الآخرين ، فيؤثّرون على فئة من الناس بمعتقداتهم ، التي ضلوا بها عن الله ، فيجعلونهم يرتكسون في بؤرة الغفلة والشهوة ، لتسلب عنهم مشاعرهم ، فالأعين عمياء لا تبصر الحقيقة ، والأذان صمّاء لا تسمع وحي الله ـ سبحانه ـ وحقائق الحياة ، والألسن بكماء لا تتكلم ، الا في مجال اللهو والعبث ، والاهتمامات الشخصية ، والمشاعر الأنانية ، فيدفعهم كل ذلك للمرحلة الاخيرة من مسيرة التسافل والسقوط.
__________________
(١) سورة إبراهيم / ١٠.