٤ ـ التكذيب : ونسأل أنفسنا لماذا نكّذب بهذه الحقيقة الواضحة ، ونكفر ، ونسخر بهذه العقيدة الراسخة في اعماق النفس البشرية ونحن على وعي وادراك بهذه المسألة؟!
ولكن الخالق البارئ يرجع المسألة لعواملها الأولية ، ويلقي بمسؤولية الانحراف على نفس الإنسان فيقول :
«قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ». (١)
٥ ـ وتبقى هناك عقبة كأداء وهي عقبة الاعتماد على الآلهة المزيفة ، التي خلقتها شهوات النفس ، وظلام الجهل لتبرير واقعها المعاش ، والإعتقاد بان لله ولدا ، أو وسائل أخرى توصل اليه ـ سبحانه ـ غير التي بينها لهم ، وبأن هناك آلهة صغارا يمكن ان يشفعوا للإنسان من دون الله ، ويحجّهم ـ سبحانه ـ بقوله : انه لا يتخذ ولدا ، وأنتم تعلمون أيها البشر بفطرتكم ، وبهدي عقولكم بأن الله هو مالك السموات والأرض ، وصاحب العرض العظيم ، وعالم الغيب والشهادة ، والظاهر ، والباطن. فكيف لا يعلم بوجود ولد له أو شريك؟! وانكم انما تخدعون أنفسكم ، وتتوهمون ، وتزعمون بوجود شركاء الله أو أولاد ، لتخلّصوا أنفسكم ، وتنقذوها من غضب الله.
هذه هي الحجب الخمس والمتدرجة التي لا بد ان يخرقها المؤمن بإرادته ـ بعد ذكر الله ـ ذلك مما نستوحيه من السياق في هذا الدرس حيث يقول ربنا : «أَفَلا تَذَكَّرُونَ» اشارة الى حجاب الغفلة ، ويشير الى حجاب الشهوات بقوله : «أَفَلا تَتَّقُونَ» والى حجاب التضليل والإسحار بقوله : «فَأَنَّى تُسْحَرُونَ» وحجاب
__________________
(١) سورة الأنعام / ١٠٤.