التكذيب : «وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ» وبالتالي الى أكبر الحجب واخطرها وهو الشرك فيقول سبحانه : «فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ».
ان هذه الوساوس من همزات الشياطين ، والهمزة مفرد همزات ، وهي : الدفعة القوية ، والشيطان يدفع بالإنسان نحو الكفر ، والشرك بالله دفعا قويّا ، فعلى الإنسان ـ الضعيف ، الغافل ، الظلوم ، الكّفّار ـ ان يتوسل بقوة الله وقدرته ، ليقيه شر هذه الهمزات لأنه لا حول له ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، ومن دون التوكل على الله ، والاعتماد عليه والاستعاذة بقوته والاعتصام بكلمته العليا ، فإنه سينهار أمام هذه الدفعات النفسية الشهوانية للشيطان ـ وصدق الله العلي العظيم ـ حينما يقول :
وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ* وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ . (١)
ويلعب الشيطان دورين في حياة الإنسان :
الاول : دفعه نحو الاعتقادات الخاطئة ، والممارسات المنحرفة ، ولو بشكل تدريجي.
الثاني : الحضور الدائم له في النفس البشرية ، ودور المراقبة والمرافقة. حيثما تحرك وتفكر ، وعلى الإنسان ان يستعيذ دائما بالله من الشيطان ، والوسواس الخناس ، واللجوء الى حصن الله ، والتمسك بحبله ، وعروته الوثقى.
ولكن كيف يستعيذ الإنسان بالله من الشيطان؟
وكيف يتجاوز عقبة الشرك والاعتقاد بأنّ هناك قوة أخرى في هذا الكون تطاول
__________________
(١) سورة المؤمنون / ٩٧ ـ ٩٨.