وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ
فسلطتهم ليست كأيّ سلطة مادية ، بل هي سلطة روحية تهديها القيم الرسالة.
وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ
الذي عاشوه في ظل السلطات الجائرة وهم يقاومونها حتى يقيموا دولة الحق.
أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً
ان الهدف الحقيقي للحكم الذي يعطيه الله للإنسان ، ليس التسلط على رقاب الناس ، فهو ليس هدفا بذاته ، بل الحكمة منه هو عبادة الله وعدم الشرك به.
ان توفّر ظروف التخلص من الضغوط الشركية حيث يرتاح الإنسان من شبكات الاستعباد التضليلية والمالية والسلطوية هي أعظم نعمة يهبها الله للإنسان.
ومن المعروف ان الشرك لا يتحقق بعبودية الصنم ، بقدر ما يتحقق بعبادة الطاغوت والخضوع لسلطته الجائرة ، أو بعبادة المال ، والأرض ، والعنصر ... إلخ.
ورفض الشرك انما هو رفض للقيم التي يتغذى منها ، ولعل هذا ما نلاحظه في التعبير القرآني ، إذ لم يقل تعالى : «لا يشركون بي شخصا» مثلا ، وانما أطلق وقال : (شيئا) ، ذلك لان من يخضع للطاغوت لا يعبد جسده ، وانما يعبد الصولجان الذي بيده ، والقوة التي تحت سيطرته ، وهكذا من يخضع للأثرياء ، انما يعبد الدينار والدرهم.
وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ
فاذا قامت السلطة السياسية (الشرعية) فان كل من يكفر يكون فاسقا ، إذ لا