[٣٨] وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِ
الرّس : تعني البئر ، وأصحاب الرّس قوم كانت لهم بئر يعيشون عليها ، فأنذرهم رسولهم ، فلم يؤمنوا ، فهدم الله عليهم بئرهم وأهلكهم ومواشيهم.
ويظهر من حديث مفصّل يرويه الامام الرضا (ع) عمّن سأل جدّه الإمام علي (ع) ونختصره هنا :
إنّ أصحاب الرّس كانوا يعبدون اثنتي عشرة شجرة صنوبر ، سمّوا أشهر العام باسمها (وهي الأسماء الفارسية المتداولة للأشهر) وزعموا أن نوحا (ع) قد زرعها ، وأنهم حرّموا على أنفسهم مياه نهر لهم ، وجعلوها خاصة بتلك الأشجار المقدسة في زعمهم!
وإن الله بعث إليهم نبيّا من بني إسرائيل من ولد يهودا بن يعقوب ، فدعاهم إلى التوحيد فرفضوا ، فدعا ربّه أن يهلك معبودهم فيبست كبري الأشجار ، فزعموا أنّها غضبت عليهم لدعوة الرسول بنبذها ، وقالوا : دعنا ندفن نبيّنا تحتها حيا فلعلّها ترضى ، فحفروا حفيرة في وسط النهر ، وألقوا نبيّهم فيها ، ووضعوا عليها حجرا كبيرا ، فغضب الله عليهم وعمّهم بعذاب شديد ، حيث هبّت عليهم ريح عاصف ، شديدة الحمرة ، ثمّ صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد ، وأظلّتهم سحابة سوداء فألقت عليهم كالقبة جمرا يلتهب ، فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص (١)
ويبين حديث آخر أنّ من أفعالهم القبيحة فعل السحاق ، وهو الشذوذ الجنسي عند النساء ، وذكر الإمام الصادق (ع) أنّ حدّها حدّ الزانية. (٢)
__________________
(١) راجع تفسير نور الثقلين ج ٤ ص ١٦ ـ ١٩.
(٢) المصدر ص ١٩.