[٥٣] ولقد حذّرنا الرب نفسه ، وابلغنا واسع قدرته ، وذكّرنا بآياته في الخلق. أفلا نخشاه؟! دعنا نقرأ في كتاب الطبيعة أسماء ربنا العزيز المقتدر .. دعنا نخرق حجب الظاهر الى غيب الحقائق .. هذه المياه التي أقرب ما تكون الى الامتزاج بها ، يجريها الرب في مجاريها بحرين مختلفين هذا عذب فرات ، وهذا ملح أجاج ، ويجعل بينهما فاصلا يحجز هذا عن ذاك. أو ليست تلك علامات القدرة وشواهد الحكمة؟! فما أكثر من يتحدى ربا هذه آياته وتلك هي أسماؤه الحسنى.
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً
العذب هو الماء الحلو ، والفرات هو أحلى المياه ، والملح هو الماء المالح ، والأجاج هو أشد المياه ملوحة. والبرزخ هو السد الذي يمنع المائين من الاختلاط ببعضهما.
[٥٤] وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً
وكما جعل الله الاختلاف في المياه ، جعل ذلك في بني البشر ، فالناس كلهم من ماء واحد ، وارض واحدة ، الا أنهم يختلفون بالنسب والصهر عن بعضهم ، فالبعض ينتسب الى الآخرين عبر النسب كالأب والأخ والابن .. إلخ ، وبعضهم ينتسب للآخرين عبر التصاهر بالزواج.
[٥٥] وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ
وتسأل : وهل عبادة الإنسان للأصنام تضره أم لا؟
بالطبع أنها تضره ، ولكن القرآن يقول : «وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ» ذلك ان ما يضر الإنسان عبادته للأصنام وليس الأصنام ذاتها ،