وفى استحلى استحلى وفهم من قوله بهمز الوصل أن ذلك الفعل لا يكون إلا ماضيا لأن المضارع لا يفتتح بهمزة الوصل. وثالث مفعول بفعل مقدر من باب الاشتغال والذى نعت لمحذوف والتقدير وثالث الفعل الذى ابتدئ بهمز الوصل والعامل فيه ابتدئ وافتتح وليس العامل فيه الكون المطلق وإعراب البيت كإعراب البيت الذى قبله. ثم قال :
واكسر أو اشمم فا ثلاثىّ أعلّ |
|
عينا وضمّ جا كبوع فاحتمل |
يعنى أن فى الفعل الماضى الثلاثى المعتل العين ثلاث لغات : الأولى إخلاص الكسر وهى المشار إليها بقوله واكسر. الثانية الإشمام وهى المشار إليها بقوله أو اشمم وحقيقته عند الجمهور أن تكون الكسرة مشوبة بشىء من صوت الضمة وهاتان اللغتان فصيحتان وقرئ بهما فى المتواتر. الثالثة إخلاص الضمة وهى المشار إليها بقوله وضم جا كبوع ، ومنه قوله :
٦٦ ـ ليت وهل ينفع شيئا ليت |
|
ليت شبابا بوع فاشتريت |
وشمل قوله فا ثلاثى المفتوح العين نحو باع والمكسور العين كخاف وشمل قوله أعل ما عينه ياء كباع وما عينه واو كقال والأصل فى هذه اللغات كلها فعل بضم الفاء وكسر العين كالصحيح والأصل فى بيع بإخلاص الكسر بيع فاستثقلت الكسرة فى الياء فنقلت إلى الباء وذهبت حركة الياء وسكنت العين لزوال حركتها والأصل فى قيل قول استثقلت أيضا الكسرة فى الواو فنقلت إلى القاف وبقيت الواو ساكنة فقلبت ياء لسكونها وكسر ما قبلها وأما على لغة قول وبوع فإن الكسرة حذفت من حرف العلة فسلمت الواو وقلبت الياء واوا لسكونها وضم ما قبلها وأما على لغة الإشمام فهى مركبة من اللغتين. وفا ثلاثى مفعول باشمم على إعمال الثانى ومفعول اكسر محذوف وأعل فى موضع الصفة لثلاثى وعينا تمييز وضم مبتدأ وسوغ الابتداء به كونه فى معرض التفصيل وخبره جا وقصره ضرورة واحتمل معطوف على جا وكبوع فى موضع الحال من فاعل جا. ثم قال :
وإن بشكل خيف لبس يجتنب |
|
وما لباع قد يرى لنحو حبّ |
__________________
(٦٦) الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٧١ ، والدرر ٤ / ٢٦ ، ٦ / ٢٦٠ ، وشرح التصريح وشرح شواهد المغنى ٢ / ٨١٩ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٥٢٤ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ٩٢ ، وأوضح المسالك ٢ / ١٥٥ ، وتخليص الشواهد ص ٤٩٥ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٨١ ، وشرح ابن عقيل ص ٢٥٦ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٦٣٢ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٤٨ ، ٢ / ١٦٥.
والشاهد فيه قوله : «بوع» على لغة بعض العرب ، والمشهور «بيع».