جملة ( نسوي بنانه ) فإن كلمة ( بنانه ) تعني الأصابع والجدير بتركيز الإيمان هو أن القرآن ركز في مظاهر عظمة خلق الإنسان على الأصابع دون بقية الأعضاء ، لاختصاصها بمعجزة التركيب.
واعلموا أيها القراء الأعزاء أن الموضوع يثبت لنا قدرة الله تعالى على إحياء الإنسان بعد موته ، وتفرق عظامه وتناثر أنسجته وخلاياه. وكيفية ذلك هي أن الذي يصنع الذرات الصغيرة والذبذبات الدقيقة في أصابع يد الإنسان ويهيمن عليها بصورة يتميز بها كل فرد عن الآخر، لقادر على الإحياء وجمع العظام وذرات الجسم أينما كانت ( كما بحثت الآية الكريمة والله أعلم ). والجدير بالذكر هو أن الميت إذا أصبح جزءاً من غذاء النبات أو الحيوان ، فإنه ينفصل عنهما بعملية الاحتراق والإفراز والإبراز. كل ذلك بإحاطة الله وعلمه كما قال تعالى : ( أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين * وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيى العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ) ( يس / ٧٧ ، ٧٨ ، ٧٩ ).
وإليكم الآيات الأخرى من سورة القيامة لارتباطها بالآية السابقة ( بلى قادرين على أن نسوي بنانه ).
بسم الله الرحمن الرحيم ( لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوامة * أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه * بلى قادرين على أن نسوي بنانه * بل يريد الإنسان ليفجر أمامه * يسأل أيّان يوم القيامة * فإذا برق البصر * وخسف القمر * وجمع الشمس والقمر * يقول الإنسان يومئذ أين المفر ) أجل أين نفر من حكومة الله يوم الحساب ؟ أين نفر من بطشه وانتقامه يوم القيامة ؟ يجب علينا إذن أن نحذر هذا اليوم الذي أقسم به ربنا.
( لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوامة )
فنلوم أنفسنا على السيئات التي نعملها ، ونستغفر الله ونتوب إليه توبة حقيقية قبل بغتة الأجل المحتوم الذي لا فرار منه ، كما قال تعالى : ( قل إن