الطفل والشيخ الكبير تراهما |
|
يتسارعان لصوت هذا الحادي |
أين الذين تكبروا وتجبروا |
|
فالموت جرعهم كئوس نكاد |
أين الملوك الظالمون ومن طغوا |
|
في كثرة الأموال والأولاد |
أين الطواغيت الذين تمردوا |
|
وتعنتوا وأتوا بكل فساد |
فهو الحمام على الأنام محتم |
|
يا نفس لم ينفعك طول رقاد |
قبل انصرام العمر ويحك اقبلي |
|
في رغبة للرشد والإرشاد |
* * *
يا صاح إنك راحل فتزود |
|
فعساك في ذا اليوم ترحل أو غد |
لا تغفلن فالموت ليس بغافل |
|
هيهات بل هو للأنام بمرصد |
وليأتين منه عليك بساعة |
|
فتود أنك قبلها لم تولد |
ولتخرجنّ إلى القبور مجرداً |
|
عما شقيت بجمعه صفر اليد |
* * *
تؤمل في الدنيا طويلا ولا تدري |
|
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر |
فكم من صحيح مات من غير علة |
|
وكم من عليل عاش دهراً إلى دهر |
وكم من فتى يُمسي ويصبح آمناً |
|
وقد نُسجت أكفانه وهو لا يدري |
* * *
ذهب الذين عليهم وجدي |
|
وبقيت بعد فراقهم وحدي |
من كان بينك في التراب وبينه |
|
شبران فهو بغاية البُعد |
لو كشفت للمرء اطباق الثرى |
|
لم يُعرف المولى من العبد |
من كان لا يطأ التراب برجله |
|
يطأ التراب بناعم الخد |
* * *
في الذاهبين الأولين |
|
من القرون لنا بصائر |
لما رأيت موارداً للموت |
|
ليس لها مصادر |
ورأيت قومي نحوها |
|
تمضي الأكابر والأصاغر |
أيقنت أني لا محالة |
|
حيث صار القوم صائر |
* * *