(ب) ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دسّاس ).
ملاحظة هامة : لم يثبت في التشريع الإسلامي بصورة مؤكدة النهي عن الزواج من الأقارب بالقول المشهور « اغتربوا لا تضووا » وبالقول الآخر « لا تنكحوا القرابة فإن الولد يخلق ضاويا » ( أي ضعيفاً ). فإن هذين القولين لم يُصحح الفقهاء صدورهما عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلو كان الزواج من الأقارب يؤدي إلى انحراف خطير في سلامة النسل ، لتواترت الأخبار الشرعية في التحريم ، لأن الأمر هام جداً وجدير بالبيان فلا ضرر ولا ضرار في الإسلام ، والشاهد على ذلك هو أننا نرى كثيرا ممن تزوجوا من أقربائهم قد وُلد لهم أولاد يتمتعون ببنية قوية وصحة جيدة جدا. نعم إن ما أثبته العلم الحديث من الأضرار الصحيحة في زواج الأقارب لا يبعد أن يَخصَّ ما نَصَّ به الدين الحنيف وقرره في تحريم الزواج من أقرب الأقرباء ، وهن الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت فالميزان الصحي للأبناء هو صحة الآباء والأمهات وما يتلقاه الطفل من عوامل التربية في البيئة التي ينشأ فيها أثناء الحمل وبعده.