والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) (١) فهل بعد الجنة إلا النار في الآخرة ؟ وهل نصبر على الحد الأدنى من نار الدنيا وهي شعلة السيكارة إذا كوى بها لساننا السبّاب والفحّاش أو كويت بها يدنا الاثمة والظالمة للناس ؟ فلينتبه الغافلون وليرشد الجاهلون.
والجدير بالذكر هو أن نار الغضب تدمر سلامة الإنسان الجسدية فيكون عرضة لأمراض قلبية ، وتصلب الشرايين ، وقرحة المعدة ، والسكر وضغط الدم ، وغيرها من الأمراض الخطيرة. وبالتالي فيخسر سعادة الدنيا والآخرة ( نعوذ بالله من هذا الخسران المبين ).
٨ ـ أخي الزوج ! أختي الزوجة ! احذرا طاعة والديكما بسخط ربكما ، وذلك في ظلم أحد كما للآخر. فلا طاعة لمخلوق بسخط الخالق ، فتزعمان أن الله سبحانه وتعالى قد وصاكما بتكريم الوالدين. فإن الدين الحنيف يأمركما بالإحسان بالوالدين ولكنه يشترط ألا يكون الإحسان سبباً للإساءة إلى غيرهما. فلكل فرد من الوالدين والزوجين حقه الإنساني المقرر من الإجلال والإكرام. وأنادي مخلصاً والدي الزوج ـ بصورة خاصة ـ أن يحترما زوجة ابنهما كما يحبان لبنتهما أن تكون محترمة من قبل والدي زوجها. فقد روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
٩ ـ أخي الزوج : أعلم أن خلاصة حقوق زوجتك عليك هي عديدة حسب ميزان شخصيتها ، فإن بخستها فستشقى في الدنيا والآخرة.
أوّلاً : حق الإنسانية ( بناء على القول بجواز نكاح الكتابية ) (٢).
ثانياً : حق الإسلام ( إذا كانت مسلمة ).
ثالثاً : حق الزوجية ( كما مر سابقا ).
__________________
(١) آل عمران : ١٣٣ ـ ١٣٤.
(٢) قال الله تعالى : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) ( الممتحنة / ٨ ).