السير ، فهناك وحشة الطريق ، وهناك العناء والبلاء. ( نعوذ بالله ) والجدير بالذكر هو أن الصلاة لها درجات مختلفة من الثواب والنعيم في الجنة ، وأدناها هي الإتيان بها صحيحة في ألفاظها وأفعالها ومقدماتها ، وبأقل الواجبات وعلى درجاتها هي إقامتها مع نوافلها المقررة ، بشرط استنارتها بنور الخشوع والخضوع ، والتدبر لكل كلمة من ألفاظها. والمقصود من الخشوع والخضوع هو أن يتصور المصلى بأنه قائم بين يدي أعظم العظماء ، خصوصاً عند نطقه بجملة « الله أكبر ». لذلك نرى أن الله سبحانه وتعالى قال ( قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون ) أوائل سورة « المؤمنون » فقد ركز سبحانه وتعالى تحقيق الفلاح في إقامة الصلاة بخشوع المصلين ، فلم يقل « قد أفلح المؤمنون المصلون ». وأهم ما يحفز المسلم لإقامة صلاته بخشوع ، هو أن يصلي صلاة مودع لها ، فيتوقع ويحتمل موته أثناء ادائها أو بعدها (١).
ونهاية المطاف : يجب على المسلم بصورة خاصة أن يتعلم مسائل الشك والسهو في الصلاة لكثرة ابتلائه بهما ، ولا يجوز إبطال صلاته الواجبة وإعادتها عند حصولهما إلا في بعض أحوال الشك .. ولامجال لشرح تلك المسائل في هذا الكتاب ، فليراجع المؤمنون الكتب الفقهية أو علماء الدين المتقين.
خامساً ـ أيها الوالدان : لقد كتب الله سبحانه وتعالى على عباده الصوم ، لذا يجب عليكم ألا تتهاونا في أدائه وتمرين الأولاد وحثهم بجد وتشديد على أداء هذه الفريضة ، خصوصاً البنت إذا اكملت تسع سنوات قمرية. فلا يغرنكما الشيطان ويوسوس فيكما بأن البنت صغيرة في السن
__________________
(١) راجع أبيات الشعر ( ١٩ ـ ٢٠ ـ ٢١ ) رجاء.