أيها الآباء ! قفوا عند هذه الآية الكريمة بقلوبكم ، وتدبروها بوعي تام لتجدوا أنفسكم مسؤولين عن أزواجكم وأولادكم ، فأنتم قوامون عليهم. فليس المعنى أنكم تقومون عليهم بالاستعلاء والطغيان والظلم والعدوان ، بل هو أن تقوموا عليهم بتقويم أخلاقهم بعد تقويم أنفسكم ، لتكونوا آمنين من عذاب الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ، كما أشار الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ).
( رجاءً ـ رجاءً. ارجعوا الصفحات : ٢٣ ـ ٢٤ ـ ٢٥ ـ ٢٦ )
أيها الآباء ! احذروا عقاب ربكم في أن تمتعوا أنفسكم وأهليكم بخيرات الدنيا فقط ، وتعرضون عن العمل لخيرات الآخرة ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ) فتبتهجون وتسرون لمظاهر الحياة الطيبة من أموال ومساكن وأولاد وأزواج ومناصب وغيرها من فروع الزينة والجمال. فإذا كانت تلك هي أكبر همكم لا تفرحون إلا بنيلها ولا تحزنون إلا لفراقها وفقدانها ، فسيكون جزاؤكم قول الله سبحانه وتعالى : ( وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبوراً * ويصلى سعيراً * إنه كان في أهله مسروراً * إنّه ظنّ أن لن يحور * بلى إن ربّه كان به بصيراً ) ( سورة الانشقاق ).
وقال تعالى أيضا : ( كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * والتفّت الساق بالساق * إلى ربّك يومئذٍ المساق * فلا صدّق ولا صلّى * ولكن كذّب وتولّى * ثم ذهب إلى أهله يتمطّى ) ( أواخر سورة القيامة ).
أيها الآباء ! لا يغرنكم الشيطان فيوسوس في صدوركم فتقولون : « حالنا كحال الناس. أولادنا كأولاد الناس. أزواجنا كأزواج الناس « حشر مع الناس عيد » أخشوا يوما يحشر الله فيه الناس كما يقول سبحانه وتعالى : ( يا أيّها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل