ذلك يوم التغابن
هدى من الآيات :
لكي نؤمن بالآخرة إيمانا عميقا لا بدّ من المعرفة بالله أوّلا ، لأنّها الدين (١) ، والأساس الصحيح الذي تبنى عليه سائر البصائر والحكم والشرائع ، لذلك نجد السياق القرآني وهو يمضي بنا في التذكرة بالبعث والجزاء (يوم الجمع والتغابن) يهدينا إلى الله وأسمائه الحسنى (الآيات ١) ، فهو السبّوح ، الملك ، المحمود ، القادر ، الخالق ، البصير ، المصوّر ، إليه المصير ، وهو بكلّ شيء عليم ، ثم تذكّرنا الآيات بالجزاء الذي لقيه الكافرون في التاريخ كدليل إلى الجزاء الأكبر في الآخرة ، وأنّ سبب كفرهم هو الاعتماد على المقاييس المادية في موقفهم من قيادة الرسل ، وكفرهم بالبعث والحساب ، ممّا يبرر لهم عدم تحمّلهم المسؤولية في الحياة ، لذلك يؤكّد القرآن حقيقة الآخرة وضرورة الإيمان بالله ورسوله والكتاب باعتباره السبيل إلى الصالحات والمستقبل الحسن في الآخرة ، على العكس من الكفر الذي
__________________
(١) وفي الخبر : «أوّل الدّين معرفته»