يقود الإنسان إلى بئس المصير في الدّارين.
بينات من الآيات :
(١) تتصوّر الفلسفات البشرية التي تتحدّد بالجهل والعجز وضيق الأفق وشح النفس عند الإنسان تتصور العالم الكبير وما فيه من اختلاف وتسابق ركاما من القوى المتناقضة والمتصارعة ، وبالتالي حلبة لصراع الآلهة والشركاء المختلفين ، كلا .. إنما العالم ـ في القرآن ـ ينضوي تحت راية العبودية لله.
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)
هكذا يسبّح جميع ما في السموات والأرض لربّ العزة ، لأنّ كلّ شيء عارف باستحقاق ربه للتنزيه عن كلّ نقص وعيب ، فهو وحده الكمال المطلق في ضمير الخلق وعقله. وفعل المضارعة من التسبيح يدل على الاستمرار في التسبيح ، والسبب أنّ الله تجلّى لكلّ شيء بقدر وعيه ، وأعطاه حسبما شاء من نوره ، فوله كلّ شيء بربه وسبّحه وقدّسه بقدره.
(لَهُ الْمُلْكُ)
وحده وإنما يملك أحد شيئا بتمليكه له ، ومع ذلك يبقى ملكه محدودا ، وملك الله نافذ يسلبه متى شاء. وربنا ليس متصرّفا في الأشياء وحسب بل يملكها ويملك شهودها وضميرها ومبدءها ومصيرها ، يملكها دون أن تملك هي منه شيئا ، بعكس البشر الذين لا يملكون شيئا إلّا بقدر ما يمتلك منهم ، لأنّهم وإيّاه سواء في حدّ العبودية والضعف والعجز. وحري بالمملوك أن يخضع لمالكه المطلق ويتوجّه له بالتسبيح دون سواه. وإنّ هذه الصفة كما صفة القدرة وغيرهما لا تدعوه سبحانه كما الملوك إلى الظلم والقهر لمن تحت سلطانه ، فكل أفعاله حميدة.