تبارك الذي بيده الملك
هدى من الآيات :
لكي يزرع القرآن خشية الله في القلوب يذكّرنا بآيات الله وأسمائه ، لأنّ المعرفة أساس الخشية ، فهي التي تظهر للإنسان عظمة ربه وأنّه أهل التقوى ، وتجعله يراه ببصائر قلبه عبر آياته وأفعاله ، فمن خلال سنّة الموت والحياة يتحسس خلقه الأشياء ، وملكه لها ، وقهره إيّاها ، ومن خلال النظر في أنظمة الكائنات يتجلّى له قدرته وحكمته ، وإنّه ليكلّ بصره فيعود خاسئا حسيرا دون أن يرى ثغرة في خلق الله وتدبيره ، ممّا يعزّز لديه الإيمان به عزّ وجلّ كلّما كرّ ببصره وبصيرته في الكائنات. وحيث يسمو البشر بنفسه وعقله إلى آفاق المعرفة يحضر ذلك الغيب أمامه حضورا يبعثه على الخشية.
ثم يذكّرنا الله بجهنم التي أعدّها للكافرين وكيف أنّها من شدة حرارتها ذات شهيق ، بل تكاد تتفجر من الغيظ غضبا على أعداء الله ، وأنّ الوسيلة للخلاص منها