وإنّه لحقّ اليقين
هدى من الآيات :
يأتي كلّ إنسان إلى الدنيا وأمامه طريقان وفرصة واحدة : طريق الحق الذي ينتهي به إلى الجنة والنعيم ، وطريق الباطل الذي ينتهي به إلى النار والعذاب ، وأمّا الفرصة فهي عمره الذي يفنيه في أحد الطريقين ، فإمّا يختار الجنة ويسعى لها سعيها أو العكس ، فالدنيا وحدها هي دار الابتلاء والعمل وحيث تقع الواقعة ويعرض للحساب فإنّه لا يملك تبديلا ولا تحويلا ، لأنّ الآخرة دار الحساب والجزاء فقط.
وفي الدرس الأخير من سورة الحاقة يضعنا القرآن وجها لوجه أمام هذه الحقيقة مؤكّدا بأنّ هناك عاقبتين وفريقين ، فإمّا العيشة الراضية في الجنة التي هي نصيب أصحاب اليمين ، وإمّا تصلية الجحيم جزاء لأصحاب الشمال. وبعد أن يبين في الأثناء بأنّ المصير في الآخرة متأسس على موقف الإنسان وعمله في الدنيا يوجّهنا ربنا إلى رسالته الحقة الصادقة باعتبارها الصراط المستقيم والنهج الذي يقود إلى الفوز والفلاح يوم القيامة ، مدافعا عنها ضد ضلالات أعدائه وأعداء رسوله الذين