الإطار العام
كما هو سياق غالب السور المكية تعالج سورة المعارج الأمراض القلبية التي تمنع الإيمان ، كما ترسم منهاجا لبناء الشخصية الربّانية ، ففي الثلث الأول حتى الآية (١٨) يحدّثنا السياق عن مشاهد من الآخرة حيث الأحداث الكونية المريعة ، وما تخلّفه من الآثار على نفوس المجرمين ، فإذا بواحدهم يتمنّى النجاة ولو يفتدي بأعزّ الناس وأقربهم إليه ، بل بهم جميعا.
ومن خلال الحديث تعالج مرض التسويف بتصحيح رؤية الإنسان إلى الزمن عبر وعي الزمن الأبدي الذي لا بد أن يعايشه البشر.
وانطلاقا من ذلك يشير القرآن إلى صفة الهلع لدى الإنسان ، والتي تبعثه على الجزع حين الشر والمنع عند الخير ، فتجعله متقلّب الشخصية ، متغيّرا حسب المحيط والظروف ، مؤكّدا بأنّها ليست في المصلّين بحق ، لأنّهم تساموا إلى أفق الخلود فلم يعيشوا لحظتهم الراهنة فقط ، ولم يتأثّروا بعواملها فحسب.