ثم تعالج الآيات حالة التمنّي التي يعيشها الإنسان فيطمع أن يدخل الجنة بلا إيمان أو سعي ، كلّا .. إنّ النجاة من العذاب لا تحصل بالتمنّي والودّ ، إنّما بالعمل الصالح والسعي ، وإنّ الصلاة لهي سفينة نجاة المؤمنين ، وهي مفتاح شخصيتهم الإلهية التي تتسم بالإنفاق والصدقة وخشية العذاب ورعاية الأمانة والعهد وحفظ الفروج إلّا من حلال والقيام بالشهادة والمحافظة على الصلوات ، وهذا في الواقع البرنامج المستوحى من الصلاة لبناء شخصية الإنسان الربّانية.
وفي الخاتمة (الآيات ٣٦ ـ ٤٤) ينسف الوحي مركب الأحلام والتمنّيات الذي يركبه الهلكى من المجرمين والكافرين ، فلا يرسو بهم إلّا في بحر لجّيّ من عذاب الله وغضبه ، وخسران الدنيا والآخرة .. لأنّ التمنّيات تدخل أصحابها في نفق الخوض واللعب ، فإذا بهم وقد حان اليوم الذي يوعدون ، ولم يستعدوا للقاء الله ، ولم يمهّدوا للمستقبل عملا وزادا. وإنّها لعاقبة كلّ منهج يعتمد التمنّيات بديلا عن السعي والعمل.