الإطار العام
يبلغ الصراع بين الرسالات الإلهية والجاهلية أوجه في القيادة ، واستقامة النبي وأتباعه تحسم الموقف لصالح الوحي. من هنا جاءت فاتحة السورة في عظمة الرسالة والرسول ، وانعطفت سريعا نحو رفض القيادات الجاهلية ، وبالذات تلك التي تقوم بقيمة الثروة ، وتبيّن الآيات الستة عشر الأولى مفارقات القيادتين ، فبينما الرسول مقام نعم الله ، وله عنده أجر لا ينقطع ، وهو على خلق عظيم ، وتتجلّى آيات حكمته على كلّ أفق ، ترى القيادات الجاهلية تتشكّل من كلّ دجّال حلّاف مهين ، يستهزأ بالناس يفرّق بينهم ، وهو منّاع للخير معتد أثيم .. قد أغلق منافذ قلبه دون أيّ شعاع من نور الحق ، فإذا تليت عليه آيات الله قال إنّها أساطير الأوّلين.
ولا بد أن يبقى التمايز بين الفريقين قائما أبدا ، فلا يجوز أن يداهن الرساليون مثل هذه السلطات الفاسدة التي تستعد لتقديم بعض التنازل من أجل هذه المداهنة.
ويمضي السياق في قصة أصحاب الحقل الذين منعوا المساكين حقّهم فأهلك الله زرعهم ، لعلّها تكون عبرة لأصحاب الثروة فلا يطغون بها ، ولكي يعلموا أنّ هذا