العذاب إشارة إلى العذاب الأكبر في الآخرة.
وفي الآيات ٣٤ يبيّن السياق عمق الفجوة بين المتقين والمجرمين ، وينسف أساس تفكير المبطلين بأنّهم شرع سواء مع المتقين ، لأنّ العقل يرفض ذلك ، ولا حجّة لهم بذلك لا من كتاب مدروس ولا عهد من الله ، ولا كفيل ولا شركاء ، ويحذّرهم الله من يوم القيامة الذي لا ينفع فيه عمل أو ندم ، ويبيّن أنّ أموالهم قد تكون لعنة عليهم ، لأنّ الله يستدرجهم بها ، ويملي لهم بكيده المتين.
وإنّ بعضهم يخشى من أجر يعطيه إزاء الرسالة ، كلّا .. بل الرسالة تنفعهم في دنياهم .. وينهي السياق هذا الحديث بأنّهم لا يعلمون الغيب فكيف يتشبّثون بأفكارهم؟ وينعطف نحو الرسول وكل رسالي يتبعه أن يصبر (حتى يحكم الله) ، ولا يكون كصاحب الحوت الذي استعجل في الدعاء على قومه ، فلو لا أنّ نعمة من الله تداركته لكان ينبذ بالعراء (بعد التقام الحوت له) وهو مذموم ، ولكنّ الله اجتباه بنعمته فجعله من الصالحين.
وتختم السورة بأنّ الذين كفروا يكادون يزلقون الرسول بأبصارهم التي يتطاير منها شرر البغض والحسد وذلك حينما يسمعون الذكر ، ويتهمون الرسول بالجنون خشية تأثّرهم به ومن شدة عداوتهم له ، بينما هو ذكر للعالمين يذكّرهم بالله واليوم الآخر ، ولو اتبعوه لكان شرفا لهم ومجدا.
وبهذا تنتهي سورة القلم التي فصلت بين خطّي العلم والجهل على صعيد الفكر وفي صميم الحياة حقا.