هو سماع النذر والآيات واستثارة العقل على أثرهما في الدنيا ، لأنّ تقصير الإنسان في ذلك هو أعظم الذنوب التي لا يجد مفرّا دون الاعتراف بها في الآخرة ، وكيف لا يعترف وتحوطه شهادة الله النافذة؟!
بينات من الآيات :
[١] في أوّل كلمة من سورة الملك يطالعنا اسم من أعظم أسماء الله وهو تبارك ، والذي يقول عنه (وعن اسمين آخرين يماثلانه في العظمة) الحديث المأثور عن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ : «إنّ الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير منعوت ، وباللفظ غير منطق ، وبالشخص غير متجسد ، وبالتشبيه غير موصوف ، وباللون غير مصبوغ ، منفي عنه الأقطار ، مبعد عنه الحدود ، محجوب عنه حس كلّ متوهم ، مستتر غير مستور ، فجعله كلمة تامّة على أربعة أجزاء معا ليس منها واحدا قبل الآخر ، فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها ، وحجب واحدا منها ، وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة التي أظهرت ، فالظاهر هو : الله ، وتبارك ، وسبحان (وفي رواية : وتعالى) لكلّ اسم من هذه أربعة أركان ، فذلك اثنى عشر ركنا ، ثم خلق لكلّ ركن منها ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليها» (١).
وربما بسبب عظمة الأسماء الثلاثة التي أظهرها الله لخلقه نجد أئمة الهدى ينعتون عادة ربهم بها ، فما تكاد تقرأ حديثا عن الله إلّا يقولون فيه : قال الله تبارك وتعالى .. فما هو معنى «تبارك»؟
إنّ أهم وأظهر معاني هذا الاسم العظيم الخير الكثير المستمر الذي يتصل في مقام الخالق بتواتر نعمه على الكائنات وتتابع آلائه ، التي لولاها ما استمرت ولزالت
__________________
(١) موسوعة بحار الأنوار / ج ٤ ـ ص ١٦٦.