(وَلَهُ الْحَمْدُ)
ممّا ينزل عليهم من نعمه ويدفع عنهم من البلاء ، فسبحان الذي لا يأخذ أهل الأرض بألوان العذاب.
ومن تجلّيات حمده قدرته ، فهو ذو القدرة على كل ما يريد.
(وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
وهذه البصيرة (قدرة الله على كلّ شيء) هي التي ينبغي أن يتحسسها الإنسان ، لأنّها محور لكثير من الحقائق والعقائد التي منها الإيمان بالآخرة ، فإنّ الذي لا يؤمن بقدرة الله الثابتة يصعب عليه التصديق بحقيقة البعث والجزاء. وهكذا تتصل هذه البصيرة بما يأتي من التذكرة بالبعث.
وتذكير الإنسان بأنّ الوجود كلّه يسبّح لله يزرع في نفسه الشعور بالشذوذ إذا ما كفر بربّه وخالف رسالته ، بل ويزرع في داخله الوازع الذي يدفعه للانتظام في المسيرة الحقّة الواحدة حيث العبودية لله وحده والمعرفة به.
كما تهدينا هذه التذكرة إلى حقيقة أخرى هامة وهي : أنّ الخليفة بكينونتها والسنن الحاكمة عليها تدعم المؤمن في مسيرته ، لأنّه يلتقي معها في المسيرة والهدف ، وهذا ما يجعل اتباع الحق سهلا ميسورا واتباع الباطل عسيرا في الدنيا والآخرة ، وبهذا المضمون جاءت بعض الأخبار التي منها قول الإمام علي ـ عليه السلام ـ : «ومن ضاق به العدل فالجور عليه أضيق» (١).
[٢] ويتساءل الإنسان : من أين أتيت؟ ومن الذي خلقني؟ والإجابة على
__________________
(١) بح / ج ٤١ ص ١١٦