الذي يهزّ النفس ، ويلقي عنها حجبها وعقدها ، ويجعلها ماثلة في وعيهم.
(يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ)
قال القمّي : الرصاص الذائب والنحاس (١) ، وقيل : الزيت المغلي ، وفي المنجد : ما كان ذائبا من المعدنيّات (٢).
(وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ)
أي الصوف المتفرّق ، قال في التبيان : فالعهن الصوف المنفوش ، وذلك أنّ الجبال تقطع حتى تصير بهذه الصفة (٣) ، وزاد صاحب المجمع : وقيل : كالصوف الأحمر ، وقيل : إنّها تلين بعد الشدة ، وتتفرق بعد الاجتماع (٤). وعلّق العلّامة الطباطبائي بقوله : في هذه الآية وما قبلها تعليل للصبر ، فإنّ تحمّل الأذى والصبر على المكاره يهوّن على الإنسان إذا استيقن أنّ الفرج قريب (٥).
ولا يحدّثنا القرآن عن صفة الأرض يومئذ ، لأنّ دمار السماء وهي السقف المحفوظ الذي يؤمّن للأرض ولأهلها الحماية ، وكذلك تدمير الجبال التي تحفظ توازنها أن تميد بنا ، هذين الأمرين يهدياننا إلى ما تكون فيه أرضنا يومئذ من الزلزال والخطر العظيم.
وما هو حال الإنسان الضعيف وموقفه حينما يعاصر هذه المشاهد الرهيبة؟ فهذه السماء على عظمتها أصبحت كالمهل ذائبة ، وتلك هي الجبال الراسيات صارت عهنا
__________________
(١) تفسير القمي / ج ٢ ص ٣٨٦.
(٢) المنجد / مادة مهل بتصرف.
(٣) التبيان / ج ١٠ ص ١١٦.
(٤) مجمع البيان / ج ١٠ ص ٣٥٣.
(٥) الميزان / ج ٢٠ ص ٩.