الحقّ على نفسه وفي المجتمع ، وبالتالي المحافظ على صلاته (أوقاتها ومظاهرها وجوهرها) ، وبهذه الصورة ينبغي أن نعي الصلاة ، ونعرف المصلّين ، ونسعى لكي نكون منهم.
إنّ الصلاة الحقيقية ثمن الجنة والكرامة عند الله ، لأنّها كما بيّنت الآيات مجمع كلّ صفة حسنة ، وسعي صالح. ومن أراد الجنة والكرامة فإنّها شرطهما ، أمّا التمنّيات التي تفرغ حياة الإنسان من أيّ سعي وفضيلة ، وتسوقه إلى الخوض واللعب ـ غفلة عن الآخرة ـ فإنّها تجعل أصحابها خاشعة أبصارهم ، ترهقهم ذلّة في يوم القيامة!
بينات من الآيات :
[١٩ ـ ٢١] لأنّ القرآن رسالة الله وعهده إلى الإنسان فإنّه أودع تبيانا لكلّ شيء حتى لا تكون لأحد حجة على ربه في الإدبار عنه إلى غيره من السبل والمناهج ، ففيه يقرأ الإنسان سنن الخالق في الحياة ، ويقرأ الخير والشر ، والحق والباطل ، والجنة والنار ، والدنيا والآخرة ..
ومن أبرز ما في القرآن تعريف الإنسان بنفسه ، ذلك أنّ الإنسان قد خلق جهولا ، يجهل أقرب الأشياء إليه (وهي نفسه) وفي ذلك خطر عظيم عليه ، فقد يدعوه الجهل بالنفس إلى الشرك بالله ، وقد يدعوه إلى ممارسة الأخطاء الفظيعة في قيادتها وتربيتها .. ومن هنا وجد توجّها أساسيّا في القرآن اختص بمعالجة موضوع الذات الإنسانية ، وبيان أهمّ صفاتها وطبائعها ، كما الآيات التالية من هذه السورة.
(إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً)