سيجد من يمنعه ويقف في طريقه ، وبالذات في المسائل الاجتماعية ، لذا فقد يلتزم الإنسان بالأحكام خشية الناس والقانون ، أمّا إذا نمت روح التقوى عند أحد فإنّ من ربه ستكون أعظم من كلّ شيء ، وذلك ما يدعوه لاتباع الحق في أيّ مكان وزمان حتى لو لم يكن ثمّة نظام إسلامي قائم ، بل ولو كان وحده لا يراه أحد من الناس.
٢ ـ انّ حقيقة التقوى لا تنمو في القلب إلّا إذا اتصلت بمجمل سلوك الإنسان ، فهي ليست مفهوما ذهنيّا أو مادة للمعرفة ، إنّما هي صبغة حياة ولون سلوك ، ومنهج تكامل ، وموقف من الأحداث المتحركة حول الإنسان ، لذلك يحدّثنا الوحي عنها عبر تيارات الحياة وتطوراتها ، وأمواج ضغوطها المختلفة ، لكي لا نتعامل مع التقوى كقضية مجرّدة ، وبعيدة عن التفاعل في قضايانا اليومية.
وبهذه الطريقة تتصل التقوى بكلّ التعاليم الدينية ، فإذا أمر الله بالتقوى عند الحديث عن قانون الطلاق فإنّ معناها يكون الالتزام بأحكام الله وحدوده فيه.