فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (٣) إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ
___________________
٣ [عرّف بعضه] : أجمع المفسرون على أن المعنى أبان وفضح لزوجاته ما أذعنه ، ولكن يبدو لي أن الكلمة «عرّف» بالتشديد تعني الإبراز كما الجبل يسمى عرفا ، وقد قال الله : «وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ» أي أبرزها وأظهرها كما العرف ، وقال تعالى : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) أي على مشارف ، والإعراض عكس الإعراف أي الإهمال والتغافل.
٤ [صغت قلوبكما] : أي مالت ، وقيل : ضاقت وعدلت عن الحق ، ويبدوا أن ذلك لا ينسجم والآية : إذ تقول (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) والأصح أنها من الإصغاء لقوله تعالى : (وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) فكأن التوبة الى الله تفتح أسماع القلوب.
[تظاهرا عليه] : تتعاونا وتعاضدا عليه ، وجواب هذا التظاهر والتعاون أن يتظاهر معه الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير. أي معين وناصر ، وفي المصطلح الحديث : تظاهر الناس تظاهرة ، أي اجتمعوا أو خرجوا متعاونين كما في المنجد ، واستظهر به استعان ، والظّهرة : العون.