فضعف أبان بن أبي عياش لا يضر هنا لإخباره عن واقع قد تحقق على طبق ما أخبر بعد سنين من وفاته ، وفي كمال الدين للصدوق روايات كثيرة من هذا الطراز ، ولكن من لا خبرة له قد جعلها ساقطة عن الاعتبار لضعفها سنداً في زعمه !! على الرغم من انحصار الضعف بالرواة الذين ماتوا قبل اكتمال التسلسل التاريخي للأئمة الاثني عشر بأزمان بعيدة.
وينطبق هذا الاعجاز على غالبية أخبار غيبة الإمام الثاني عشر عليهالسلام كما شهد بذلك الصدوق ، فقال : « إنَّ الأئمة عليهمالسلام قد اخبروا بغيبته عليهالسلام ووصفوا كونها لشيعتهم فيما نقل عنهم ، واستحفظ في الصحف ودوّن في الكتب المؤلفة من قبل ان تقع الغيبة بمائتي سنة أو أقل أو أكثر ، فليس أحد من أتباع الأئمة عليهمالسلام إلاّ وقد ذكر ذلك في كثير من كتبه ورواياته ودوّنه في مصنفاته ، وهي الكتب التي تعرف بالاُصول مدونة مستحفظة عند شيعة آل محمد عليهمالسلام من قبل الغيبة بما ذكرنا من السنين ، وقد اخرجت ما حضرني من الاخبار المسندة في الغيبة في هذا الكتاب في مواضعها.
فلا يخلو حال هؤلاء الاتباع المؤلفين للكتب أن يكونوا علموا الغيب بما وقع الآن من الغيبة ، فألفوا ذلك في كتبهم ودونوه في مصنفاتهم من قبل كونها ، وهذا محال عند أهل اللُّب والتحصيل. أو أن يكونوا أسسوا في كتبهم الكذب فاتفق لهم الأمر كما ذكروا ، وتحقق كما وضعوا من كذبهم ! على بعد ديارهم ، واختلاف آرائهم ، وتباين أقطارهم ومحالهم. وهذا أيضاً محال كسبيل الوجه الأول ، فلم يبقَ في ذلك إلاّ أنهم حفظوا عن أئمتهم المستحفظين للوصية عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من ذكر الغيبة وصفة كونها في مقام بعد مقام إلى آخر المقامات ما دونوه في كتبهم وألّفوه في أُصولهم وبذلك وشبهه فلج الحقّ وزهق الباطل ، إن الباطل كان