بخارى (٢١٨) : مدينة عظيمة ومملكة قديمة ذات قصور عالية وجنان متوالية وقرى متصلة العمائر ، ودورها سبعة وثلاثون ميلا في مثلها ويحيط بها جميعا سور واحد وداخل هذا السور المحيط سور آخر يدور على نفس المدينة ومدائنها من الرساتيق ، ولها قلعة حصينة ونهر يشق ربضها وعلى النهر أرحية كثيرة ، وأهلها متمولون وذو وثروة.
سمرقند (٢١٩) : وهي مدينة تشبه بخارى في العمارة والحسن ، لها قصور عالية شاهقة ونهور دافقة تخترق أزقتها ودورها وتشق جهاتها وقصورها ، وقل أن تخلو من بقاعها المياه الجارية ويقال إنها بناء تبع الكبير وأتمها ذو القرنين
وبحيرة خوارزم دورها ثلاثمائة ميل وماؤها ملح أجاج وليس لها مصب ولا مغيض ، ويقع فيها جيحون على الدوام وسيحون وقتا دون وقت ، ويقع فيها أيضا نهر الشاش ونهر الترك ونهر سرمازعا ، وأنهار كثيرة صغيرة غيرها ولا يعذب ماؤها ولا يساغ ولا يزيد بما يقع فيها ولا ينقص. ويجمد نهر جيحون في الشتاء بالقرب من هذه البحيرة حتى تجوز عليه الدواب وعلى شطها جبل يعرف بحفرا نموية ، يجمد فيه
__________________
(٢١٨) بخارى : خامس أكبر مدن اوزبكستان. عاصمة ولاية بخارى. فتحها المسلمون عام ٨٩ ه على يد قتيبة بن مسلم الباهلي. غالب سكانها طاجيك يتحدثون الفارسية. دخلها المغول عام ٦١٧ ه وقاموا بأعمال النهب والسلب والتخريب في المدينة
(٢١٩) سمرقند : هي مدينة في أوزبكستان. عدد سكانها ٠٠٠ ٤٠٠ نسمة معظمهم طاجيك (يتحدثون الفارسية لا الطاجيكية). تشتهر بتخريج علماء الدين ، ويفصل بين سمرقند ، و" بخارى" ١٥٠ ميلا وأرض" سمرقند" خصبة ، وافرة الخيرات ، تمتد فيها حقول القمح حول الأنهار إلى قرب مدينة" بنجيكت" المشهورة باشجار اللّوز ، والجوز ، و" بنجيكت" المعروفة بهذا الاسم إلى عصرنا الحاضر تقع شرق" سمرقند" ، وبينهما" ورغسر" ، وإلى الجنوب منهما" ما يمرغ" ، أغنى الرساتيق ، وأكثرها أشجارا للمزيد انظر (الأصطخري : مسالك الممالك ، ٣١٩ وكي لسترنج : بلدان الخلافة الشرقية ، ٥٠٧).