تمهيد
يزخر تراث الأمة الإسلامية ، بعدد هائل من المخطوطات التي تمثل جزء حيوي من التراث الحضاري وذخيرة علمية وأدبية وتاريخية وجغرافية أشبه بكنوز مدفونة ولا تجد من يعطيها العناية المناسبة ، وربما لو عكف بعض الدارسين عليها لا كتشفوا أسرارا علمية وكونية وجغرافية أشار اليها الأسلاف ؛ بل وأكدوا عليها وكنا نظنها نوعا من الأباطيل وأضغاث أحلام وما هي إلا أعاجيب وأساطير ما أنزل الله بها من سلطان ، ولكن بعدها نجد علماء الغرب يكتشفونها وينسبوها اليهم ويؤكدون أن لهم السبق فيها ونتحسر بعدها ونصرخ في يأس أن هذا ما اكتشفه أجدادنا من مئات السنين ولكن يبقى سؤال مفحم لنا وببساطه «لماذا لم نعلن عن ذلك من قبل؟!!! ويظل هذا الأمر يتكرر بشكل أو بآخر ، ويتخذ صورا متعددة في مجالات متنوعه.لكن الأمر الخطير والمحير في الوقت نفسه لماذا لا نتحرك بل ننتظر ، فنحن في ثبات وهم في تغير وتغيرهم الى الأمام والى الأفضل رغم أننا لو تحركنا لأبدعنا فنحن نمتلك طاقات وقدرات جبارة ولكن مقيدة مغلولة ولذا سبقتنا الأمم الأخرى وخطت خطوات هائلة في مجال التقدم والتطور مرتكزين على ما تركه لنا الأجداد من تراث قيم فطوروه وزادوا عليه ؛ فالأمة التي لم تأخذ بأسباب هذا التقدم بالشكل المناسب في درجة الاهتمام والعناية هي أمه خارج الحدود الكونية.
لقد ترك لنا العرب إنتاجا ضخما في كافة المجالات ، وهناك العديد من المصنفات حاولت رصد هذه العجائب وتدوينها ، ولعل في ما يعرف ب «كتب العجائب» ما نجده أقرب إلى المعاجم الحديثة الخاصة بهذا النوع من الإبداع. وتذكر لنا الكتب المتعلقة بالمصنفات والمؤلفات من فهرست ابن النديم إلى كشف الظنون لحاجي خليفة عددا كبيرا من العناوين ، عثرنا على بعضها ، وما يزال بعضها الآخر شبه