مناجاة الرب العلي : فقال له هارون : احملني معك فإني لست بآمن أن تحدث بنو إسرائيل أمرا بعدك. فغضب موسى وحمله. فلما كان ببعض الطريق إذ هما برجلين يحفران قبرا فوقفا عليهما وقالا : لمن القبر؟ قالا : لرجل في طول هذا وهيئته ، وأشارا إلى هارون وقالا له : بحق إلهك إلا ما نزلت لتعرف القياس. فنزع هارون أثوابه ونزل القبر واضطجع فيه فقبضه الله في الحال ، وانطبق القبر على هارون. فانصرف موسى بثيابه حزينا باكيا. فلما صار إلى بني إسرائيل اتهموه بقتل أخيه ، فدعا موسى ربه حتى أراهم هارون في تابوت في الجو على رأس ذلك الجبل.
جبل فرغانة : قال صاحب تحفة الغرائب : ينبت بهذا الجبل ضرب من النبات على صور الآدميين ، منها ما هو على صورة الرجل ، ومنها ما هو على صورة المرأة. وتوجد هذه الصور مع بعض الطرقيين يتكلمون عليها ويقولون إنها تزيد في المحبة والقبول ، وأكلها يزيد في الباه ولا تقلع حتى يربط فيها حبل طويل ويربط طرفه في رقبة كلب ، ثم ينفر الكلب فيقطع الصورة من أصلها وتقع صيحة على الكلب فيموت في الحال.
جبل قاسيون : هو جبل مشرف على دمشق ، فيه آثار الأنبياء ، وهو معظم من الجبال. وفيه مغارات وكهوف ومعابد للصالحين. وفيه مغار يعرف بمغارة الدم يقال إن قابيل قتل هابيل هناك ، وهناك حجر يزعمون أنه الحجر الذي فلق به هامته. وفيه مغارة أخرى يسمونها مغارة الجوع ، يقال إن أربعين نبيا ماتوا بها من الجوع.
جبل الهند : قال صاحب تحفة الغرائب : بأرض الهند جبل عليه صورة أسدين والماء يجري من أفواههما فيروي قريتين. فوقع بين أهل القريتين خصومة على الماء ، فقال أهل إحدى القريتين : نوسع فم الأسد الذي يصب إلى أرضنا حتى يكثر الماء