سبتة (٨٩) : مدينة في بر العدو قبالة الجزيرة الخضراء ، وهي سبعة أجبل صغار متصلة عامرة ويحيط بها البحر من ثلاث جهاتها. وفيها أسماك عظيمة ليست في غيرها. وبها شجر المرجان الذي لا يفوقه شيء حسنا وكثرة ، وبها سوق كبيرة لإصلاح المرجان ، وبها من الفواكه وقصب السكر شيء كثير جدا. طنجة (٩٠) : هي في
__________________
(٨٩) سبتة : seuta : تقع مدينة في موقع كبير الأهمية ، سواء بالنسبة لموقعها الجغرافي على البحر المتوسط ، وتقابل الأراضي الأسبانية ، أو بالنسبة لاعتبارها كمنطلق أساسي لجميع الجيوش الإسلامية التي عبرت البحر ، باتجاه الأندلس ، وتشير الروايات التاريخية إلى أهمية موقع هذه المدينة ، لأنها تطل على جميع السفن التي تعبر جبل طارق ، فضلا عن أهمية مرساها البحري كقاعدة تجارية وحربية ، حتى سميت (باب الجهاد). وكانت سبتة خاضعة للحكم الروماني الذي حكم المغرب لمدة قرون ، ثم استطاع الوندال أن يزيل الحكم الروماني نهائيا ، وأن يستمر في حكم المغرب لمدة قرون تقريبا ، ثم خلفهم البيزنطيون لفترة وجيزة ، وسرعان ما كانت جيوش الفتح الإسلامي بقيادة موسى بن نصير وطارق بن زياد ، تتقدم بقوة وثبات في شمال افريقيا والأندلس لتقيم أول دولة إسلامية في الغرب الإسلامي .. وكانت مدينة سبتة إحدى أهم المدن التي فتحها المسلمون الأوائل ، وانطلقوا منها إلى الأندلس ، في أول سرية إسلامية بقيادة طريف بن مالك سنة ٩١ هجرية ، وبعد عام انطلق منها الجيش الإسلامي نحو الأندلس وأصبحت مدينة سبتة خلال عصر المرابطين من أهم مراكزهم الحربية ، وأقام فيها يوسف بن تاشفين مدة من الزمن ، لكي يتمكن من أن يتابع بنفسه الإشراف على الجيش الإسلامي ونصرة إخوانهم في الأندلس. ومما يؤكد هذا الازدهار العلمي والحضاري والتجاري الذي شهدته المدينة قبل الغزو البرتغالي ، هو الإحصائيات التي استخرجت من كتاب (اختصار الأخبار عما كان بثغر سبتة من سنى الآثار) لمحمد بن القاسم الأنصاري السبتي الذي ذكر أن المدينة اشتملت على :
١٠٠٠ مسجد ، و ٦٢ خزانة علمية ، و ٤٧ رباط وزاوية ، و ٢٢ حماما ، ١٧٤ سوقا ، ٢٤٠٠٠ حانوتا ، و ٣٦٠ فندقا ، و ٣٦٠ فرنا ، إضافة الى أنواع الفواكه والورود ، وهذا كله يدل على الازدهار الفكري والحضاري الذي وصلت إليه مدينة سبتة في عصرها الإسلامي ، قبل أن تسقط بيد البرتغال ، ثم تصبح بعد ذلك مدينة اسبانية في أرض عربية مسلمة.
(٩٠) مدينة طنجة (بالإنجليزية : Tangier) في شمال المغرب بعدد سكان يقارب ٠٠٠ ٣٥٠ أو ٠٠٠ ٥٥٠ بضواحيها. تتميز طنجة بكونها نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي من جهة ، وبين القارة الأوروبية والقارة الافريقية من جهة أخرى. طنجة هي عاصمة جهة طنجة تطوان.