داود عليهما السلام (١١٨) ، وكانت على ما ذكر من زمرد أخضر. وهذه المائدة إلى الآن في مدينة رومية باقية ، وأوانيها من الذهب وصحافها من اليشم والجزع. ووجد فيها الزبور(١١٩) بخط يوناني في ورق من ذهب مفصل بجوهر ، ووجد مصحفا محلى فيه منافع الأحجار والنبات والمعادن واللغات والطلاسم وعلم السيمساء والكيمياء. ووجد مصحفا فيه صناعة أصباغ الياقوت والأحجار وتركيب السموم والترياقات ، وصورة شكل الأرض والبحار والبلدان والمعادن والمسافات ، ووجد
__________________
المساحة لأنه لا يمكن أن يكون قطر دائرة الصفحة أقل من شبرو إن لم تكن كذلك فهي صحيفة لا صحفة طعام ملك فوجب ضرورة أن تكون مساحة كلمائدة من تلك الموائد عشرة أشبار في مثلها لا أقل سوى حاشيتها وأرجلها. واعلموا أن مائدة من ذهب هذه صفتها لا يمكن ألبتة أن يكون في كل مائدة منتلك الموائد أقل من ثلاثة آلاف رطل ذهب فمن يرفعها ومن يضعها ومن يغسلها ومن يمسحها ومن يديرها فهذا الذهب كله وذا الأطباق من أين؟).
(١١٧) هو من الرسل الذين أرسلهم الله إلى بني إسرائيل بعد أبيه داود عليهما السلام ، وقد انفردا من بين الرسل بأن الله آتاهما الملك والنبوة. وقد ذكر الله سليمان في عداد مجموعة الرسل عليهم السلام ، فقال تعالى في سورة النساء : (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا ...)[النساء : ١٦٣] وقد أوصى داود عليه السلام بالملك لولده سليمان ، ولما مات داود ورثه سليمان في الملك ، وكان عمره حينئذ اثنتي عشرة سنة ، وكان سليمان ـ على حداثة سنه ـ ممن آتاهم الله الحكمة والفطانة وحسن السياسة.
(١١٨) داود أو داود أو داؤود : معناه" محبوب" ، هو ثاني ملك على مملكة إسرائيل المتحدة (١٠١١ ق. م. ـ ٩٧١ ق. م.) وأحد أنبياء بني إسرائيل. ويعتبر أحق وأنزه ملك من بين ملوك إسرائيل التاريخيين ، وهو صاحب مزامير داود الشهيرة.
(١١٩) الزبورZabur : هو الكتاب الذي نزل على نبي الله داود ويسمى في التوراة" مزامير داود" ويحتوي على ١٥٠ مزمورا واشتق منها لفظة المزمار التي تصحب الاناشيد (أحمد عطية الله : القاموس الإسلامي ، مجلد ٣ ، ص ٢٤) وكان داود ـ عليه السلام ـ حسن الصوت ، جميل الإنشاد ، إذا قرأ الزبور تكف الطير عن الطيران ، وتقع على الأغصان ، ترجع بترجيعه ، وتسبح بتسبيحه.