كثير الجيوش حسن الرأي لا يماثله ملك في زيه وترتيبه ، تعظمه ملوك الأرض وتخشى بأسه وترغب في مودته وتترضاه وهو سلطان الحرمين الزاهرين والحاكم على البحرين الزاخرين ؛ وهي مدينة يعبر عنها بالدنيا ، وناهيك من إقليم يحكم سلطانه على مواطن العبادة في الأرض المشرفة والمدينة الشريفة وبيت المقدس ؛ ومواطن الأنبياء ومستقر الأولياء وأهل هذه المدينة في غاية الرفاهية والعيشة الهنية والهيئة البهية ، وقد ورد في الخبر : مصر كنانة الله ما رماها أحد بسوء إلا أخرج من كنانته سهما فرماه به وأهلكه.
عين شمس (١٤٢) وهي شرق القاهرة ، وكانت في القديم دار مملكة لهذا الإقليم ، وبها من الأعمال والأعلام الهائلة والآثار العظيمة ، وبها البستان (١٤٣) الذي لا ينبت
__________________
(١٤٢) عين شمس (اون) : كانت في الازمنة القديمة عاصمة مصر الدينية وقاعدة من قواعد مقاطعات الوجة البحري ومعني هذا الاسم «مدينة الشمس» وكانوا يطلقون اسم «عين شمس» علي موقعها الحقيقي وعلي ما يلية من الاماكن الي بابل ولم يبق من مدينة «اون» القديمة شيء للان فيما عدا شجرة العذراء بالمطرية التي استراحت الاسرة المقدسة بجوارها وفيما عدا العين التي انفجرت تحتها ثم مسلة منفردة من المسلتين اللتين اقامهما سنوسرت الاول عند مدخل معبد «رع» اما المسلة الثانية فقد سقطت سنة ١١٩٠ م ، بقيت هذة المسلة المنفردة وسط الحقول كشاهد حزين علي مجد عين شمس الذي زال واندثر!! ولا يزال في تل الحصن المجاور لهذا المكان اثار سور قوي قديم ارتفاعة حوالي عشرين قدما وقد علا سطح السهل الذي كانت تقوم علية مدينة «اون» بضعة امتار منذ القرون الماضية ويدل علي ذلك العمق الذي توجد فية المسلة اليوم والعمق الذي توجد فية الاثار الاخري تحت مستوي سطح السهل وكانت مدينة «اون» معروفة بعظمة اثارها كما كانت معروفة بانها قبلة لاهل العلم كانت تقوم اقدم جامعة عرفتها المدينة في العالم وهي ام الجامعات كلها خلفتها جامعة الاسكندرية في العصر اليوناني والروماني والمسيحي ثم جامعة الفسطاط فجامعة القطائع فالجامعة الازهرية في العصر العربي وبعد ذلك جامعة فواد الاول بالقاهرة وجامعة فاروق بالاسكندرية في العصر الحديث هنا في جامعة عين شمس تلقي موسي الكليم علية السلام حكمة المصريين وعلومهم علي ايدي كهنة معبد «رع» هنا في هذة الجامعة تناقش هيرودوت مع اكبر الكهنة علما وثقافة هنا في هذة الجامعة تلقي افلاطون علومة أودرس