وزماخر : وهي مدينة حسنة كثيرة الفواكه يقرب منها جبل الطليمون وهو يأتي من جهة المغرب فيعترض مجرى نهر النيل ، والماء ينصب إليه بقوة حتى يمنع المراكب فلا يقدرون على الجواز عليه إلى أسوان. ذكروا أن كرهية الساحرة كانت ساكنة بأعلى هذا الجبل في قصر عظيم ، وكانت تتكلم على المراكب المقلعة في البحر فتقف
وأسوان (١٥٩) : وهي آخر الصعيد الأعلى ، وهي مدينة صغيرة عامرة كثيرة اللحوم والأسماك والغزلان. وليس يتصل بأسوان من جهة المشرق بلد للإسلام إلا جبل العلاقي ، وهو جبل في واد جاف لا ماء به لكن يحفر عليه فيوجد الماء قريبا فيسمى معينا ، وبه معدن الذهب والفضة وعلى جنوبه من النيل جبل في أسفله معدن الزمرد في برية منقطعة عن العمارة ليس في الأرض كلها معدن للزمرد سواه. ويتصل بأسوان من جهة المغرب أرض الواحات ، وبديار مصر معدن الملح والنطرون ، وهما من عجائب الدنيا.
وأما رمال الضليم : فإنها آية من آيات الله عز وجل ، فإنه يؤخذ العظم فيدفن في ذلك الرمل سبعة أيام فيعود حجرا صلدا. وكان على أسوان وأرضها سور محيط من جانبيها فتهدم ويقال له حائط العجوز الساحرة.
أرض القلزم : وهي بين مصر والشام وهو بحر في ذاته ، وفيه جبال فوق الماء ، وفيه قروش وحيوانات مضرة ظاهرة ومخفية. وكانت القلزم مدينتين عظيمتين فتهدمتا من تسلط العرب على أهلهما وشربهما من عين سدير وهي وسط الرمل ، وماؤه زعاق ، وبين القلزم وهو منتهى بحر فارس الآخذ من المحيط الشرقي من الصين وبين البحر الشامي مسافة أربع مراحل يسمى بحصين التيه ، وهو تيه بني
__________________
(١٥٩) تعتبر محافظة أسوان بوابة مصر المحروسة من جهة الجنوب وهي حلقة الربط بين شطرى وادى النيل شماله وجنوبه وهى نقطة الإتصال بين مصر وإفريقيا ، والمحافظة تقع ضمن إقليم جنوب الصعيد.