الأبناء على من بباب سالم من داخل ، فدفعوهم عنهم ، وفتحوا الباب ، وفتح أيضا باب أبى الربيع ، ودخل أصحاب عبدوية ما يدافعهم أحد ، ونزل عبدوية خارجا من المدينة وبدأ أصحابه بدار عبد الله بن يزيد.
ابن عبدوية قريش القشيرى ، وابن الرّبوذى والهيثم بن الرّبيع وغيرهم ، ثم رحل ابن عبدوية من تونس ودخل مالك بن المنذر ، فأقام بها عشرين يوما ، وكان كثير من أصحاب عبدوية المهزومين قد نصبوا بها ، فقال له أصحابه : «دعنا نتّبعهم» فقال لهم : «إنهم وإن خالفوا فإنهم جند أمير المؤمنين» وأبى أن يأذن لهم ، فلما عرفوا ذلك من رأيه انصرفوا عنه وأغاروا على القرى ، فبقى فى أقل من العّدة التى جاء بها من ميلة وقيل لابن الجارود : إن شئت أن تأخذ ملكا أسيرا فأخرج إليه وقد تفرق الناس عنه ، فخرج إليه وعسكر بطساس ، فلما بلغ الناس أن ابن الجارود عسكر ثابوا ورجعوا إلى مالك حتى صاروا فى ألفى فارس ، وسار ابن الجارود حتى نزل بقربة ، وأقبل مالك بن المنذر فالتقوا واقتتلوا ، فانهزم أصحاب مالك ، فلما رأى ذلك حمل فى نفر من أصحابه ، وهو يقول :
يا موت إنّى مالك بن المنذر |
|
أمسك حسن البيض والسنّور |
أقتل من صابر ومن لم يصبر |
فقام إليه عبد الله بن الجارود ، وهو يقول :
.. مالك بن المنذر |
|
إنّى أنا قتلت ربّ المنبر |
جرعته كأس حمام أحمر |
|
فاصبر ستلقاه وإن لم تصبر |
فلما همّ كلّ واحد منهما أن يلقى صاحبه اعترض رجل من أصحاب الجارود مالك ابن المنذر فصرعه وركبه الناس فقتل ، وقتل معه عدة من أهل بيته ، وانهزم أصحابه حتى صاروا إلى الأربس ، ووجه ابن الجارود حمّاد بن حماد واليا على الأربس فبيّته سمدون