وأصحابه فهرب ، ثم كتبوا إلى العلاء بن سعيد ، وهو بالزاب أن يقدم عليهم ، وتهيأوا إلى قتال ابن الجارود ، فأقبل العلاء حتى وصل إلى الأربس واجتمع مع المغيرة وأبى عميلة وسمدون وفلاح فى أهل الشام ، فلمّا بلغ ابن الجارود قدوم علاء قال عند ذلك :
أفى كل يوم ثائر قد قتلته |
|
بفضل ما ينفكّ بالفضل طائر |
قضيت لنفسى الّنذر فى قتل مالك |
|
وإنّى لها قتل العلاء بناذر |
قال : وجرت بينهما مكاتبات فقال العلاء فى آخر جوابه :
نذرت دمى فانظر إذا ما لقيتنى |
|
على من بكاسيها تدور الدّوائر |
ستعلم إن أنشبت فيك مخالبى |
|
إلى أىّ قرن أسلمتك المقادر |
قال : وأقبل العلاء إلى القيروان ، فصادف ابن الجارود وقد خرج منها يريد يحيى بن عيسى خليفة هرثمة بن أعين ، وذلك أن الرشيد لما اتصل به وثوب ابن الجارود على الفضل ... إفريقية ، وجّه يقطين بن موسى لمحلة من دعوتهم ومكانه فى دولته ، وكبر سنه وحاله عند أهل خراسان ، وأمره بالتلطّف بابن الجارود وإخراجه من البلاد ، ووجه معه المهلب بن رافع ثم وجه منصور بن زياد ومعه هرثمة بن أعين أميرا ، فأقام ببرقة وقدم يقطين القيروان ، فجرى بينه وبين ابن الجارود كلام كثير ، ودفع إليه كتاب هارون الرشيد فقال ليقطين : قد قرأت كتاب أمير المؤمنين ، وأنا له على السّمع والطاعة ، وليس لأمره دفع ولا بعد أمانه خوف ، وقد أظلنى العلاء بن سعيد وفى كتاب أمير المؤمنين أنه ولى هرثمة بن أعين وهو ببرقة بعدكم يصل ومع العلاء ... الثغر ، وثب البربر فأخذوه ، ثم أخرجوا العلاء منه أو قتلوه ، ولا يدخله وال لأمير المؤمنين أبدا ، فأكون إمام الخلق على هذا الثغر ، ولكن أخرج إلى العلاء فإن ظفر بى فشأنكم بالثغر ، وإن ظفرت به انتظرت قدوم هرثمة بن أعين ، ثم أخرج إلى أمير المؤمنين فاجتمع يقطين مع محمد بن يزيد