الفارسى ، وكان صاحب ابن الجارود ، فابتدأه يقطين بالإيمان التى وثق بها ليقينّ له بما يضمن فإن هو لم يقبل ما عرض عليه لا يخبرنّ به أحدا أبدا ، فلمّا سمع ذلك ابن الفارس قال : «أعرض مل شئت» قال : «علىّ قيادة ألف فارس وصلة وقطيعة فى أى المواضع شئت ، وأما الذى لنا عليك فتعلم رأى ابن الجارود إن كان يسلم إلى أمير المؤمنين ، فإن فعل وإلا زينت له الخروج إلى العلاء ، ثم دعوت الناس إلى الخروج عليه وخرجت معك ، فهو آية الظفر ، وتنال ما ذكرت لك مع رضا أمير المؤمنين ، وشكره» ، فسعى ابن الفارسى فى ... ابن الجارود ودعا أهل خراسان إلى ذلك ورغّبهم فى الطاعة واستمال قلوبهم حتى ساعدوه وسمع ما كان يحبّ الطّاعة والخلاف على ابن الجارود ، فأسرعوا إليه وبعث إلى من كان محبوسا فى السجن من القواد ومن كان مختفيا من ابن الجارود ، فأخرجهم وواعدهم أن يجتمعوا له بباب أبى الربيع ، ثم خرج فيمن معه وقام خطيبا ، فذكر الطاعة ... وحذر المعصية وعاقبتها ، وذكر نعمه على ابن الجارود.
وبلغ ابن الجارود خروج ابن الفارسى فوجّه إلى أبى النهار وأبى العنبر والعبّاس اللطيفى فقال لهم : إن ابن الفارسى قد خرج فى القواد وأهل القيروان معه ، وقد سار إليه شيبة بن حسان ، والجنيد بن سيار ، والنضير بت حفص وغيرهم ، فما ذا ترون؟ فقال أبو العنبر له : «لو كان ابن الفارسى حين خرج عليك مضى إلى العلاء ومن معه كان فى ذلك نصرة للقوم بنا ، فأمّا إذا أراد الانفراد بالأمر دون العلاء فعاجله» وقال أيضا عباس ابن اللطيفى : «إن ابن الفارسى لم يخرج حتى صانعه يقطين وليس له علم بالعرب فأسبقه إلى نفسه قبل أن يسير إلى العلاء» ، فقال ابن الجارود : «أصبتما ولاحتالن عليه بحيلة تحمد أن رأيى فيها إن شاء الله» ثم قال لرجل من أصحابه ، يقال له طالب : «اعمل بما أقول لك : أنا أدعوه إذا تواقفنا كأنى أريد أن أعاتبه وأطلب رجعته فانتبذ أنت كأنك تريد أن تقف من العسكر موضعا غير الذى كنت فيه ، ثم أدن فعارضنا حتى إذا علمت أنك قد صببت فرسك ولم يفتك ، فشدّ عليه ، فإنك إن قتلته لم يقف لنا منهم رجل» ، ثم إن عبد الله تهيأ فى أصحابه وخرج ، فلما تواقفا ناداه ابن الجارود فقال : «اخرج إلى حتى لا