كتب عمر بن حفص إلى المنصور يطلب منه إرسال النجدات الجديدة ولكنه قتل قبل أن تصله النجدات والتعزيزات سنة ١٥٤ ه / ٧٧١ م ، واحتل أبو حاتم الإباضى القيروان سنة ١٥٥ ه / ٧٧٢ م ، وهكذا تمكن الخوارج من السيطرة على إفريقية وأصبح تعداد أنصارهم ما يقرب من ٠٠٠ ، ٤٠ مقاتل.
استخدم المنصور الحماس الدينى ضد الخوارج باسم الجهاد ، فأسند ولاية إفريقية ليزيد بن حاتم بن قبيضة المهلبى لما كان للمهالبة من أدوار بارزة فى محاربة الخوارج والقضاء عليهم فى العصر الأموى.
وكان يزيد بن حاتم كثير الشبه بجده المهلب بن أبى صفرة فى حروبه وكرمه ويكنى أبا خالد ، فاشتهر يزيد بن حاتم بالكفاءة والمهارة السياسية وحسن القيادة ، وكان قد تقلد لأبى جعفر المنصور عدة ولايات منها أرمينية والسند ومصر وأذربيجان (١).
وكانت أكبر الولايات التى تولاها يزيد بن حاتم هى مصر التى حكمها من ١٤٤ ه إلى ١٥٢ ه ، فأعد المنصور جيشا من ٥٠ ألف مقاتل بالإضافة إلى مقاتلين من الشام والجزيرة وأرسلهم إليه ، وأمره بالمسير إلى إفريقية وأنفق المنصور بسخاء على إعداد الجيش حيث بلغ ما أنفقه عليه ٦٣ مليون درهم ، وللتأكيد على أهمية الحملة رافق المنصور الجيش حتى وصل إلى مدينة القدس فى فلسطين ، وبعد عدة معارك طاحنة استطاع الوالى يزيد بن حاتم أن يقضى على معظم ثورات الخوارج بإفريقية ويقتل أبا حاتم الإباضى سنة ١٥٥ ه / ٧٧٢ م بالقرب من مدينة طرابلس على حين فر بقية أصحابه إلى مناطق جبال نفوسة التى كانت تسكنها جماعات من الخوارج.
مكث يزيد بن حاتم واليا على إفريقية حوالى خمسة عشر عامّا ، تعد من أحسن فترات الولاة على إفريقية وأكثرها خيرا سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو المعمارية :
__________________
(١) انظر فى ذلك : ابن أبى دينار المؤنس فى أخبار أفريقية وتونس ٤٦ ، والنويرى نهاية الأرب ج ٢٤ ـ ٨٢ ، ومحمود إسماعيل عبد الرازق الأغلبية ١١ وابن الخطيب أعمال الأعلام ج ٣ ص ٨٢ ، وابن عذارى المصدر السابق ج ١ ص ٩٣ ، والرقيق القيروانى المصدر السابق ١٥١.