وقد أنجز المهالبة هذه المهمة حيث ترك الخوارج منطقة إفريقية واتجهوا إلى مناطق أخرى فى بلاد المغرب فأسس بنو مدرار دولتهم فى سلجماسة (وأصلهم من البربر) ١٤٠ ه ـ ٧٥٧ م وبنو رستم الإباضية فى المغرب الأوسط (ويقال إن أصلهم فارسى)
ففى فترة المهالبة هذه ظهر تعاطف البربر مع العباسيين فى تصديهم للخوارج وهذا يرجع لدور الفقهاء ، والمعلمين والتابعين الذين يمثلون المذهب السنى شعار دولة بنى العباس إلى جانب الكتاتيب الصغيرة العلمية ، والمساجد التى يلقى فيها الدروس عن مساوىء الخوارج ومذاهبهم المدمرة للإسلام أى ما نطلق عليه اليوم بالتوعية الدينية.
وتعتبر فترة المهالبة هذه من فترات الرخاء والاستقرار والهدوء التى عاشتها إفريقية خاصة فترة يزيد بن حاتم المهلبى ، إذ برع يزيد بن حاتم فى قيادة ولاية إفريقية قيادة حسنة حيث قام بعدة إنجازات ، وأعمال شهد له بها المؤرخون والرواة ، من أهمها ـ كما ذكرنا ـ قضاؤه على ثورات الخوارج فلم نسمع فى عهده عن قيام ثورة ، أو تمرد خارجى من جانب الخوارج ، كما اهتم بالبناء والعمارة فبنى المسجد الأعظم بالقيروان ، كما اهتم أيضا بالفقهاء والعلماء والشعراء ، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر عبد الرحمن بن زياد بن أنعم والبهلول بن راشد وابن فروخ (١).
١ ـ قيام دولة الأغالبة : (١٨٤ ـ ٢٩٦ ه ـ ٨٠٠ م).
ووسط كل هذه الظروف التى ذكرناها فى الفصل السابق ظهر «إبراهيم بن الأغلب» على مسرح الحياة السياسية فى بلاد إفريقية فقد قيل كان ظهوره نتيجة خدمته فى جيوش بنى المهلب (٢) ، وقد ذكر «ابن الأثير» أن إبراهيم بن الأغلب كان بولاية الزاب سنة
__________________
(١) د / محمود إسماعيل عبد الرازق المرجع السابق ص ١١٢ ، وابن عذارى المصدر السابق ج ١ ص ٦٧ ، وحسن حسنى عبد الوهاب ورقات القسم الأول ص ٦٨ والنويرى المصدر السابق ج ٢٤ ص ٨٦ ـ ٨٧.
(٢) ابن عذارى المصدر السابق ج ١ ص ١١٢.