حاله فيثبت به المدح لعلقمة.
وأنت خبير بأنّ من ثبوت حالة الشخص لا يظهر ثبوتها لأخيه ، وربما يظهر القول بذلك المقال ممن قال :
دَعِ الخمرَ يشربْها الغواةُ (١) فإنّني |
|
رأيتُ أخاها مُغنياً بمكانِها |
فإنْ لا يكنْها أو تكنْهُ فإنّهُ |
|
أخوها غذتْهُ أمُّهُ بلبانِها |
وأمّا محمّد بن إسماعيل : فالمقصود به محمّد بن إسماعيل بن بَزِيع ، كما يظهر مما تقدم وقد سمعت القول به عن قريب أيضاً.
قال النجاشي : «محمّد بن إسماعيل بن بزيع كما يظهر مما تقدم أبو جعفر ، مولى المنصور أبي جعفر ، ووِلْدُ بزيعٍ بَيْتٌ منهم حمزة بن بزيع ، كان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم كثير العمل له كتب ...» (٢) ، وعن بعض النسخ (الواو) قبل (كان).
وقد اختلف في قوله : (كان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم) ، فقد جرى ابن داود على رجوع الضمير في (كان) إلى محمّد بن إسماعيل (٣) ، فيعود التوثيق إليه ، وعليه جرى الاسترآبادي (٤) ، وكذا شيخنا البهائي في مشرقه (٥) حاكياً عن حواشيه على الخلاصة ، ومقتضى ما صنعه العلّامة ، حيث ذكر (كان الخ) ، في شأن
__________________
(١) قوله : «الغواة» جمع غاوٍ ، وهو الضالّ. قوله : «أخاه» أي النبيذ الذي يُعمل من الزبيب. قوله : «أمه» أي شجرة العنب. قوله : «بلبانها» ـ بكسر اللام ـ يقال : هذا أخوه بلبان اُمّه ، ولا يقال بلبن اُمّه ، وإنّما اللبن الذي يشرب. منه رحمه الله.
(٢) رجال النجاشي : ٣٣٠ ، ترجمة ٨٩٣.
(٣) رجال ابن داود : ١٦٥ ، ترجمة ١٣١٤.
(٤) راجع في ذلك منهج المقال.
(٥) مشرق الشمسين وإكسير السعادتين أو مجمع النورين ومطلع النيرين : ٢٧٧.